القصيـدة

 

للدكتور عباس الجراري

 

 

مطبعة الأمنية الرباط محرم 1390 هـ مارس 1970 م

الناشر:  مكتبة الطالب

 

المقـدمـة

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

لكل أمة تراث هو عنوان شخصيتها الوطنية يعبر عن قدرة عقليتها، ويحدد مدى عبقريتها ويكشف عن قوة إرادتها ويبرز طابعها القومي الأصيل في مجالي الحضارة والثقافة. وقد مضى زمن غير يسير كان الناس – عامة وخاصة – يظنون أن هذا التراث لا يتمثل في غير ما ألف العلماء من كتب تحويها بطون الخزائن والمكتبات، وفيما أقامت الأجيال خلال عقب التاريخ من آثار لم يتلفها توالي العصور والأزمان، ويغفلون جانبا من التراث لعله لا يقل عن هذين الجانبين في توضيح معالم كيان الأمة وملامح وحدتها وإبراز مقوماتها وقيمها، إن لم يكن أكثر منها عكسا لروحها القومي وذاتيتها الجماعية، وهو الجانب الممثل في الآداب والفنون التي صدرت عن الشعب فردا وجماعة، متخذة وسيلتها في التعبير ألوانا من القول والكلام والنغم والإيقاع والحركة والإشارة والرسم والتشكيل.

 

وانطلاقا من هذه الحقيقة بدأنا نهتم بالتراث الشعبي في المغرب، نحاول جمعه ودراسته، فألفينا مادته متنوعة غزيرة، وهي على تنوعها وغزارتها تنقرض وتضيع في غمرة التيار الحضاري الجديد الذي بهر الناس بريقه فجعلهم يدوسون هذا التراث، جاهلين أو متجاهلين أنهم يدوسون فيه مقومات ثقافتهم الوطنية ومظاهر حضارتهم الأصيلة.

 

                  وكانت رغبتنا ملحة وأكيدة حين عزمنا على اختيار موضوع لرسالة الماجستير، أن نتناول جانبا من الأدب الشعبي، وهو أدب يغرينا ويجذبنا إليه فنحس له ميلا غير قليل، فقد رافقنا رفقة عمر منذ عرفناه ترنيما في المهد لا ندركه ولا نعيه، إلى أن طربنا له واعين روعته ومدركين جماله، فأحببناه وغدونا من حبه نشعر بمزاج متجاوب معه ومنسجم بالطبيعة والسليقة دونما تكلف أو تصنع. ولكنا لم نحس الجرأة على مواجهة الجمهور المثقف المغربي بمثل هذه الدراسة، لا سيما بعد تجربة سابقة عانينا فيها الكثير وكنا قد نشرنا(1) بحثا مسلسلا عن "الفولكلو".

 

عدلنا في الماجستير عن الأدب الشعبي وسجلنا موضوعا في الأدب المعرب المغربي، متصلا بعهد الموحين. أدرنا دراسته حول الشاعر الأمير ابي الربيع سليمان الموحدي، ولكنا وعدنا نفسنا بضرورة إنجاز بحث الدكتوراة في أحد فروع التراث الشعبي.

 

وها نحن نفي اليوم بهذا الوعد حيث نقدم أطروحة جعلنا موضوعها لونا من الأدب الذي اتخذ اللهجة العامية أداته.

 

وتعتبر هذه الأطروحة خلاصة جهود متواصلة في الاعتناء بهذا الجانب من التراث الشعبي أكدت لنا الدوافع التي كانت حافزنا إلى الإقبال عليه، وهي :

 

        1 – أن الأدب الشعبي صورة للشخصية الوطنية، مهما كانت باهتة فهي أوضح من الصورة التي يعكسها الأدب المدرسي المثقف.

 

        2 – أن دراسته تعزيز لاقليمية الأدب وتقرير لمذهبه الذي نؤيد الداعين له منهاجا للكشف عن أدب الاقاليم العربية المختلفة وسبيل الأمة العربية إلى لمّ شتات أدبها المبعثر المجهول.

                                                                                                                           3 – أن الأدب الشعبي مكمل للأدب المدرسي وأن من شأن دراسته أن تساعد على الربط بين الأدبين واجتياز الهوة الكبيرة التي تفصل بينهما.

* * *

وقد صادفنا في إنجاز هذه الرسالة متاعب ومصاعب، بعضها يتصل بموقف المثقفين في المغرب من الأدب العامي، وأغلبها يتصل بمصادر الدراسة.

 

أما موقف المثقفين فواجهنا فيه انكارا مطلقا علينا أن نتخذ الزجل موضوعا لرسالة جامعية، وحاول كثير من الباحثين الأصدقاء تحويل فكرنا عنه وإغراءنا بموضوعات في الأدب المعرب المغربي أو بما يرونه التراث الحقيقي الأصيل. وهم في هذا بين عدم معتبر للآداب والفنون الشعبية من التراث، لا يتمثل قيمتها ولا يراها جديرة بالبحث، وبين معترف بها ومقتنع بجدية الدراسة التي ندير عليها، ولكن يراها تستهدف التسلية والترويح وتأتي بذلك في المرتبة الثانية بعد التراث المدرسي، لا يعدو الاهتمام بها أن يكون ترفا للعقل وترفيها عن النفس، وآخر يرى أن العامية أثر من بقايا فترة التأخر والانحطاط ورواسب عهد الاستعمار، وأن الاعتناء بها يعرقل سير التعريب الذي يسعى المغرب إلى تحقيقه، وأنه لا يمثل غير حركة رجعية هدامة تتستر خلف المحافظة على الآداب الشعبية.

 

ولعلنا أن نؤكد لهؤلاء جميعا أن الأدب الشعبي جزء ركين من التراث وأنه تعبير عن مقومات الشخصية الوطنية والذاتية الجماعية، وأن الاهتمام به اهتمام بهذه الذاتية وتلك المقومات، وأنه لو لم يكن كذلك ما حاول الاستعمار أن يعنى ببعض جوانبه ليتسنى له أن يتسرب من خلالها إلينا ليفهم عقليتنا ويدرك أعماق ثقافتنا وأصول حضارتنا لينسفها من الأساس.

 

ونحن مع أستاذنا الجليل الدكتور عبد الحميد يونس نخطئ من يتصور أن الآداب والفنون الشعبية " تستهدف التسلية والترويح عن النفوس المكدودة بعد عمل النهار الطويل تلتمس لها المواسم وتنتخب لها أماكن التجمع، إن التسلية والترويح وظيفة ثانوية، أما الوظيفة المحورية فقومية على الدوام تطلب المحافظة على ذات الفرد العزيز في أمته وتطلب المحافظة على الجماعة كلها في آن واحد (1) ".

 

ولعلنا أن نؤكد كذلك أن العامية ليست مظهرا من مظاهر اللغة الفصحى في صورة منحطة متأخرة، وأنها مزيج مركب من العربية كما وفدت إلى المغرب ومن اللغة المحلية يومئذ ونعني بها البربرية، وأن العربية التي وفدت لم تكن الفصحى وحدها وإنما كانت معها لهجات عربية قبلية، وأن الصراع اللغوي الذي دار في المغرب لم يكن بين الفصحى والبربرية وإنما بين هذه ومختلف اللهجات التي كان يتكلم بها العرب الوافدون.

 

ومن هنا – وإذا ما تهيأت دراسة اللهجات العربية في كل الأقاليم – أمكن التعرف إلى صفاتها وخصائصها وإلى ما بها من عناصر أصيلة، واتضحت بالتالي كثير من ظواهر اللهجات العربية القديمة، بل إذا ما تهيأت هذه الدراسة سهل تحديد مناطق التقريب بين العاميات وتوحيدها وسهل كذلك تطوير الفصحى وإمدادها بكثير من الجديد.

 

ولعلنا أن نؤكد بعد هذا حقيقة أخطأ في إدراكها من كان يتصور أن الاستعمار كان يحاول القضاء على الفصحى لحساب العامية، فمن المؤكد أنه كان يقصد إلى محوهما جميعا ليحل لغته وينشرها أداة للتخاطب والفكر على السواء. ولسنا في حاجة إلى القول بأنه لم يعد يخشى على الفصحى أن يقضى عليها أو تزول بعد أن عادت سيادة الوطن العربي إلى أبنائه، فاللغة العربية الفصحى هي الرباط الجامع لشمل العرب وعماد قوميتهم وعنوان وحدتهم. وهو واقع لا ينكره إلا الجاهلون والمعاندون ومن بقيت في نفوسهم وأفكارهم رواسب الاستعمار، ولكنه إنكار لا يؤثر على هذا الواقع في شئ.

 

وحقيقة أخرى في نفسنا نرجو أن نصرح بها للذين يرفضون دراسة الزجل خشية على العروبة ولغتها، وهي أن اتخاذ المغاربة للهجة عامية عربية أداة للتعبير الشعري دليل واضـح

 

 

وقاطع على عروبتهم وحيويتهم وحبهم للغة العربية، ولكن حذار الظن بأنا ندعو لها لغة للفكر، فهي قاصرة وعاجزة عن أن تتعدى نطاق ذلك التعبير. ثم إننا في غنى عنها بلغتنا الفصحى التي يتوفر لها من الإمكانيات ما يجعلها قادرة على استيعاب كل جديد.

 

        وأما المصادر فعلى أربعة أنواع :

 

1 – الأبحاث التي تتصل مباشرة بالدراسة، وهي جد قليلة لا تتعدى بضع مقالات. وكان قد ذكر لنا الأستاذ محمد الفاسي أنه مهتم منذ خمس وثلاثين سنة بوضع عروض للشعر الملحون المغربي فاعتبرناه بذلك رائد البحث في الأدب الشعبي، وسألناه أكثر من مرة – بالاتصال الشخصي وبالوسائط والرسائل – ورجوناه والححنا في الرجاء عساه يمدنا بما قد يفيد، ولكنه كان أبدا يردنا ويصدنا مهولا لنا أمر هذا الأدب، بخيلا علينا بما قد يكون جمع من نصوصه أو كتب عنه، وشحيحا حتى بالكلمة الطيبة، تنير لنا الطريق أو تبعث التشجيع في نفسنا على الأقل.

 

        2 – الأشياخ : سواء منهم الشعراء أو الرواة. وقد اتصلنا في مختلف المدن المغربية بعدد منهم غير قليل، وكان اعتمادنا عليهم كليا في التعرف إلى الزجل والزجالين، ولكنا وجدناهم يختلفون في العلم إلى حد التناقض في بعض الأحيان، ويروون أخبارا أقرب إلى الخوارق والخرافات منها إلى الحقائق. وكان علينا أن ننظم ما نأخذ عنهم من معلومات وأخبار، فوضعنا فهرسين بالجذاذات أحدهما خاص بالزجل والثاني بالزجالين مرتب ترتيبا تاريخيا، وكان علينا بعد هذا أن نصفي ما  نأخذ عنهم من معلومات ونغربلها وننسق فيما بينها. ومع أننا وجدنا في ذلك مشقة وصعوبة، فقد تمكنا في النهاية أن نصل إلى تحديد مقاييس الزجل وقواعده والتأريخ له.

 

          3 – النصوص الزجلية وتتمثل في :

أ -النصوص المطبوعة : وهي جد قليلة لا تتعدى ديوانا صغيرا وبضع قصائد متفرقة.

ب – النصوص المخطوطة : تتضمنها مجموعة الكنانيش التي وقفنا عليها في المكتبات العامة والخاصة. ونسجـل هنا أننا لم نتمكن من الاطلاع على مجاميع الخزانة العامة المرقمة في حرف د : 474 – 1426 – 1504 – 1535، وقد تبين لنا بعد البحث الطويل عنها أنها أخرجـت من الخزانة وأنهـا في حوزة الأستاذ الفاسي. وخاطبناه في أن يسمح باطلاعنا عليها ولكنه لم يستجب. كذلك سألناه أكثر من مرة أن يمدنا ببعض القصائد وخاصة قصيدة " المصرية " وهي قصيدة طويلة لا يحفظها الأشياخ كان قد نظمها محمد بن علي العمراني في احتلال بونابارت لمصر. وكنا سألناه عنها فأخبرنا أنها مدونة لديه. وطلبنا منه – شفاها وكتابة – أن يطلعنا عليها أو على جزء منها ولكنه للأسف لم يفعل.

 

        ج – النصوص المروية وقد جمعنا منها عددا غير قليل بواسطة التسجيل الصوتي والتدوين الكتابي سواء من الإذاعة أو من أفواه الشعراء والمنشدين. وقد لاحظنا أن الإذاعة لا تتوفر إلا على عدد قليل من القصائد بسبب حداثة عهدها بنظام التسجيل الصوتي، كما لاحظنا أن محفوظات الأشياخ تدور في نطاق عدد معين من القصائد  لا تخرج عما يرغب الجمهور في الاستماع إليه، بل إن تقرير جمعية " هواة الطرب الملحون " بمراكش لسنة 64 – 65 يثبت أن محفوظ أعضاء الجمعية – منشئين ومنشدين وهواة – لا يتعدى سبعا وتسعين ومائة قصيدة، وأن أكثر الشعراء حظا وهو التهامي المدغري لا يحفظله أكثر من اثنين وثلاثين قصيدة. ويثبت تقريرها للسنة التالية أن عدد الأشياخ الذين أنشدت أشعارهم لا يتعدى الخمسي.

 

ولم يكن سهلا علينا أن نفهم هذه النصوص، وخاصة منها المدونة، بسبب تطور اللهجة وعدم معرفتنا بمعاني كثير من الكلمات وكيفية النطق بها وطريقة قراءة البيت بما يقيم الوزن. وحتى بالنسبة للنصوص الملفوظة فقد كان الأمر غير يسير، إذ أن الحفاظ يختلفون في نقل النص الواحد، وغالبا ما يروونه محرفا غير صحيح إلا من كانوا منهم عارفين بالفن مدركين لمقاييسه، ومثل هؤلاء يحاولون التصرف في النص بالتبديل والإصلاح.

 

وكان إحساسنا بهذه الصعوبة قويا حين حاولنا – مجتهدين في الغالب – أن نضبط النماذج التي أوردنا ونشكلها لتسهل قراءتها ويقرب فهمها (1) ولنفس الغاية حاولنا كتابة النصوص حسب نطقها أو بالأحرى حسب النطق الذي اهتدينا إليه، بالإضافة إلى أننا قدمنا شروحا لما رأيناه غامضا من الكلمات والتراكيب، وإلى أننا لجأنا في باب الموضوعات إلى نثر ما استشهدنا به من نصوص.

 

4 -  ما كتب بالعربية أو غيرها في الموشحات والأزجال واللهجات والتاريخ والتراجم والآداب. وقد حاولنا أن نقف فيها على تجارب الآخرين وخبراتهم العلمية والعملية عسانا نستخرج منها بعض ما قد يساعدنا فيما نحن بصدده من دراسة لموضوع بكر جديد. وقد أتيح لنا خلال الرحلة العلمية التي قمنا بها لتركيا وإسبانيا أن نقف في خزائن اسطنبول ومدريد والاسكوريال على  مصادر أنارت لنا بعض مسالك السي. وكان أملنا أن نجد في مصادر الأدب المغربي القديمة بعض النصوص الزجلية. ولكنا وجدنا المؤلفين يعرضون عن إيرادها بل حتى عن إيراد الموشحات على حد ما يقول عبد الواحد المراكشي متحدثا عن عبد الملك بن زهر: " وأما الموشحات خاصة فهو الإمام المقدم فيها وطريقته هي الغاية القصوى التي يجري كل من بعده إليها، هو آخر المجيدين في صناعتها، ولولا أن العادة لم تجر بإيراد الموشحات في الكتب المجلدة المخلدة لأوردت له بعض ما بقي على خاطري من ذلك (2).

 

* * *

 

وكان المنهاج الذي سرنا عليه في البحث هو نفس المنهاج الذي ندعو له في دراسة كل أدبنا وتراثنا عامة، ويتلخص في أربع مراحل، يحتاج إنجازها – كلها أو بعضها – إلى جهود فردية وجماعية تعمل في تكتل وتناسق وتكامل، وهي :

1 – التعرف إلى المصادر والتعريف بها بوضع فهارس لمخطوطات الخزائن العامة والخاصة.

2 – إخراج النصوص مجردة أو محققة إن أمكن.

3 – دراسة هذه النصوص دراسة تحليلية تقوم على الوصف والتقرير.

4– دراستها دراسة نقدية ومقارنة.

 

                  فقد بدأنا بحصر مصادر الزجل الموجودة في كل المكتبات العامة وبعض الخزائن الخاصة، بالإضافة إلى ما سجلناه من الإذاعة وأفواه الأشياخ، وتجمع لنا من ذلك نحو ألف نص، منه ما يقرب من ربعه مكرر، ولكن تكراره أتاح لنا مقابلة بين النصوص التي وقفنا منها على أكثر من نسخة. وقد صنفنا هذه النصوص ووضعنا لها فهارس على هذا النحو :

        أ و لا :  فهرس لكل مجموع أو كناش.

ثانيـا :فهرس بالجذاذات للقصائد مرتب حسب الموضوعات.

        ثالثـا :  فهرس للقصائد مرتب حسب الشعراء.

        رابعا  :  فهرس للقصائد المنشدة.

        خامسا : فهرس للقصائد التي لم نهتد لأصحابه.

سادسا :  فهرس للقصائد التي يروي الحفاظ المغاربة لبعض زجالي الجزائر، وكانوا في معظمهم كثيري التردد على المغرب والاتصال بأشياخه وجماهيره.

 

وفي كل من هذه الفهارس أشرنا إلى عنوان القصيدة ولازمتها واسم صاحبها ومرجعها وكذلك اسم المنشد ومدة الإنشاد بالنسبة للقصائد المسجلة بالصوت.

 

بهذا التحديد للمصادر وتسهيل الرجوع إليها فيما نظمنا من فهارس، مهدنا السبيل أمام الذين يرغبون في إخراج النصوص ونشرها، وما كان في استطاعتنا أن نقوم بذلك ونحن بصدد إنجاز الرسالة لا سيما وأن عددها كثير. لهذا حاولنا أن نمثل أثناء الدراسة بنماذج متعددة ومختلفة من النصوص وخاصة في باب الموضوعات. وقد كان في نيتنا أن نقتطف منها مختارات نلحقها بالرسالة، ولكننا اعتبرنا إلحاق – دليل للزجل – أهم من إلحاق مختارات. والأمل عندنا – إذا ما أتيحت لنا فرص النشر– أن نخرج هذه النصوص سواء في مختارات أو في دواوين بالنسبة للشعراء الذين تجمع لنا من قصائدهم عدد كثير.

 

ورأينا أن تكون دراستنا للزجل وصفية تسجيلية نقصد منها في المقام الأول إلى التعريف بالزجل تقريرا وتحليلا، دون محاولة لمقارنته بالأدب المعرب أو أدب اللهجات العامية الأخرى، وهي طريقة تتفق والمنهاج الذي فرض نسفه علينا بعد أن خططناه والذي اقتضى منا في هذه المرحلة من الدراسة أن نركز على الوصف والتقرير والتحليل، وهي مرحلة نراها ضرورية في الكشف عن أي أدب مجهول. وعسى أن نوفق في المستقبل إلى القيام بدراسة مقارنة يكون أساسها ما أمكننا حصره من ألوان الشبه بين الزجل المغربي والزجل الأندلسي أو بينه وبين الأدب المعرب وما أشار به علينا أستاذنا الجليل الدكتور عبد العزيز الأهواني أثناء إشرافه على الرسالة وتتبعه لمراحلها المختلفة.

 

وما نقوله عن الزجل نقوله كذلك عن لغته، فقد حاولنا من خلال البحث أن نتعرف إليها حيث سجلنا بعض ظواهرها وخصائصها في محاولة أولية للوصف بعيدا عن مقارنتها بغيرها من اللهجات والحكم عليها بأي لون من ألوان الحكم أو محاولة استنباط قواعدها وقوانينها التي خضعت لها. وقد أحسسنا في المحاولة البسيطة التي قمنا بها في هذا المجال أن أمر المرحلة الوصفية ليس باليسير، يحتاج إنجازه إلى لجان من المتخصصين لا إلى فرد أو مجموعة أفراد، وأنه متى تهيأ إنجاز هذه المرحلة أمكن تقديم مادة أولية لدارسي اللهجات وعلمها المقارن.

                                 * * *

 

واقتضى منا منهاج البحث أن نقسم الدراسة إلى مدخل وثلاثة أبواب وأن نشفعها بملحق :

المدخل : القصيدة الزجلية والغناء الشعبي.

استعرضنا فيه مختلف أنواع الغناء في المغرب وتناولنا القصيدة الزجلية كلون من أهم ألوان هذا الغناء وما يقوم عليه إنشادها من نوبات الموسيقى الأندلسية وميازينها، وما يصاحب هذا الإنشاد من آلات وكيفية أدائه. وناقشنا شعبية الزجل شعرا وغناء، وأثبتناها على الرغم من أن جمهوره لم  يكن محصورا في العوام، وعلى الرغم من أنا نعرف أسماء منشئيه ومن أن بعض قصائده مدونة.

 

        الباب الأول : الشكل

        ويتكون من ثلاثة فصول :

          الفصل الأول : مفهوم الزجل وأنواعه

        وهو جزءان

        1 – مفهوم الزجل:          أوضحنا فيه مدلول كلمة الزجل سواء في اللغة أو الاصطلاح الأدبي، وعللنا لإطلاقنا هذه الكلمة على الأدب الشعبي المغربي بدلا من تسميات أخرى كثيرة يعرف بها عرضناها كذلك.

        2 – أنواع الزجل: تناولنا فيه أهم أنواع الزجل المغربي بعد أن بينا أننا سنقصر البحث على نوع واحد منها وهو القصيدة المنظمة التي يعرف منشئها.

 

        الفصل الثاني : اللغة والفنية

        جعلناه خمسة أقسام :

        1 – مراحل التعريب : تحدثنا فيه عن الظروف والعوامل التي ساعدت على انتشار اللغة العربية في المغرب منذ الفتح الإسلامي حتى عهد الموحدين الذي اعتبرناه آخر مرحلة شهدت تمام استعراب المغاربة.

2 – نشأة العامية : تناولنا فيه طبيعة اللهجات وأسباب نشأتها وأوضحنا أن العربية حين وفدت إلى المغرب لــم تكن معربة ونقية كما قد يظن وأنها كانت تتمثل في الفصحى لغة القرءان وفي لهجات الفاتحين القبلية، وأوضحنا كذلك أن الصراع اللغوي في المغرب لم يكن بين البربرية ولغة القرءان وإنما كان بينها وبين لهجات الفاتحين.

        3 – خصائصها : جعلناها على نوعين :

        أ – خصائص عامة تشمل اللهجة الدارجة المنشرة في أهم المدن والمناطق المغربية.

        ب – ظواهر خاصة بلغة الزجل كما طورها الزجالون وطوعوها لتعبيرهم الفني.

        4 – جوانب بلاغية : عرضناها بعد أن بينا أن البلاغة قد تكون في الشعر المعرب والعامي على السواء، وتتمثل عند الزجالين المغاربة في :

        أ – التجنيس أو الجناس.

        ب – التصريف وهو أن يتصرف الشاعر في كلمة باستعراض عدد من اشتقاقاتها.

        ج –التضمين أو التلزيم وهو أن يجعل القافية على أكثر من حرف.

        د – النشب وهو أن يستهل الشاعر الشطر بكلمة أو بكلمتين من الشطر الذي قبله والبيت بشطر من البيت السابق عليه.  

        هـ استخدام نوع معين من الكلام كأن ينظم الشاعر قصيدة كل حروفها مهملة أو كأن يلتزم بدء كل بيت من قصيدته أو إنهاءه بكلمات معينة.

5 – فنية الأسلوب – وتتمثل في :

                  أ – التشبيه والمقارنة.

                  ب- الحركة والحيوية والتشخيص.

                  ج – الحوار.

                  د – القصة.

                  هـ الرمز.

                  كما أضفنا إليها بعض اللمحات النقدية التي لاحظناها على لسان الأشياخ سواء منها ما يتصل بالشعر أو الشاعر.

       الفصل الثالث : العروض

                           

ويتكون من ثلاثة أجزاء :

1 – البحور

ناقشنا في أول هذا الجزء ما يقال من أن بحور القصيدة الزجلية غير محدودة وما يقال كذلك من أنها محدودة في نطاق عروض الخليل، وانتهينا إلى أن هذه القصيدة لا تسير على تفعيلات هذا العروض في تناسقها المعروف ولا تخضع لأوزانه،

 وإن كانت لا تبتعد عن إيقاعه. ثم فصلنا القول في البحور التي تعارف عليها الزجالون، وهي :

        أ – المبيت : وينقسم إلى المثنى والثلاثي والرباعي والخماسي.

        ب – مكسور الجناح.

        ج – المشتب.

        د – السوسي.

        2 – بناء القصيدة :

        ويتكون من :

        أ – مقدمة يطلق عليها السرابة.

        ب – أجزاء القصيدة، وهي :

        1 – الدخول.

        2 – الحربة ( أي اللازمة ).

        3 – الأقسام ( من حيث عددها وعدد الأبيات داخل كل قسم)

        ج – مقدمات الأقسام، وتتمثل في :

        1 – العروبي.

        2 – النواعر.

        د – القسم الأخير : ويضمنه الشاعر اسمه – تصريحا أو رمزا بالحروف والأرقام – وتاريخ النظم وإهداء السلام والصلاة والدعاء وهجاء الخصوم.

        هـ – الدريدكة : وتتضمن – حين توجد – ما يتضمنه القسم الأخير في العادة.

        وختمنا هذا الجزء بنموذجين يوضحان البناء : أحدهما من المبيت والثاني من مكسور الجناح.

        3 – نظام القافية :

        تناولنا فيه :

        أ – براعة الشاعر في التقفية، وتتمثل في نظم القصيدة كلها بقافية واحدة وفي استعمال قوافي داخلية في الأبيات.

        ب – القافية في الأقسام حيث تتبعنا نظامها في مختلف البحور.

        ج – القافية في المقدمات.

د – القافية في الدريدكة.

هـ – عيوب القافية، وتتمثل في :

1 – القوافي الصيادية  وهي التي لا تستوحي حرفها من موضوع القصيدة.

2 – اتخاذ الهمزة قافية.

3 – الخلط بين الحروف المتشابهة المخرج.

 

الباب الثاني : الموضوعات

ويتكون من أربعة فصول :

الفصل الأول : المرأة

عرضنا فيه لأربعة جوانب :

1 – المحبوبة : يمثل هذا الجانب نظرة الزجال المغربي

للمرأة وافتتانه بجمالها كما تهواه نفسه وليس كما هو في الواقع، فجاءت بذلك الصورة التي رسم لها نموذجا لا تختلف ملامحه من شاعر لآخر.

2 – المحب : تتبعنا في هذا الجانب حال الشاعر في معاناته من حب المرأة، ضعيفا ذليلا يقاسي مختلف ألوان العذاب ويسعى للوصول إلها بشتى الوسائل.

3 – الحب : ويبدو تمثل المحب له قويا طاغيا ومتجبرا لا يقوى على مواجهته.

     4– ملاحظات، تناولنا فيها :

        أ – تغزل الشاعر في النص الواحد بأكثر من امرأة واحدة.

ب – التغزل بالمذكر.

ج – الرمز بالغزل في المرأة إلى معنى سامي.

 د – مدى صدق الشاعر في غزله.

 

        الفصل الثاني : في الحياة

        حددنا فيه نظرة الزجال المغربي للحياة في جانبيها الحسي والتجردي :

        1 – الجانب الحسي : ويمثل ابتسامه للحياة واستمتاعه بملذاتها، وتناولنا فيه :

        أ – إقباله على الخمر.

        ب – افتتانه بالكون والطبيعة.

وختمناه بملاحظة عن شعر الفكاهة.

2 – الجانب التجردي : وجعلناه عن " الزهد والحكة ". فقد عبر بهما الشاعر عما يعتمل في نفسه من برم وضيق بحال الدنيا وسلوك المجتمع وما يعلل به للوقائع والأحداث في استسلام لقضاء الله وقدره وعما يراه وعظا ناجعا للناس عساهم يحسنون سلوكهم ويقتنعون بأن الدنيا ليست غير دار عبور لا يغتر بها إلا مغفل مجنون.

3 – وذيلنا الفصل بملاحظات عن :

أ – مدى اتصال الزجال المغربي بالحياة في أبسط مظاهرها وأصغر مشاكلها.

ب – لجوئه في الوعظ إلى أسلوب الخطاب يوجهه لنفسه أو لغيره.

ج – تخصيصه قصائد للتذكير بعظمة الله وقدرته بقصد تنبيه الغافلين المتهافتين على الدنيا.

 

الفصل الثالث : مع الناس

تناولنا فيه :

1 – المدح : وهو فن لم يعن به الزجال المغربي لما أحس فيه من فتور العاطفة وتكلف التعبير وزيف الدوافع وخلوه نتيجة ذلك من إمتاع الذهن والشعور.

2 - الرثاء : وهو كالمدح لم يقبل على النظم فيه، بل إنه كان أكثر منه عرضة للضياع لعدم مناسبة موضوعه للإنشاد والترديد.

3 – الهجاء : وكان من أكثر الموضوعات التي ألهبت قريحة الشاعر وجذبت المنشد والجمهور لما يبدو فيه من صدق الدافع وانطباع شخصية صاحبه عليه ولما يترك في نفس السامع من إحساس بالمتعة وهو يشاهد عروض المنافسة. ويلحق به الفخر و " السولان " وهي قصائد في السؤال والألغاز، والخصام أو " المحاورة " وهي قصائد في المفاخرة والمنافرة.

وألحقنا بهذا الفصل ملاحظة عن مدى ولوع الشاعر الشعبي بفن الخصام، إذ لم يقصره على الأشخاص فقط، وإنما تخيله كذلك في النبات والحيوان والجماد وبعض مظاهر الكون.

 

الفصل الرابع : في حمى الله والرسول

تتبعنا فيه مع الشاعر الشعبي حبه للرسول عليه السلام واستعراضه لأوصافه وشمائله وجوانب من سيرته كالمولد والوفاة والمعراج، وما خصه به من صلاة. وهو في ذلك لا يسعى إلى غير زيارة قبره والفوز بشفاعته يوم القيامة، وهي غاية جعلته يتحدث عن هول هذا اليوم وعن شوقه والحنين إلى البقاع المقدسة. ثم إنه لا يلبث أن يكشف عن حال ضعفه ورجائه الملح في أن ينقذه الله ويعفو عنه متخذا وسيلة إليه أو إلى رسوله الكريم وساطات مختلفة من الأشراف والأولياء يتوسل بهم ويمدحهم كذلك.

 

وختمنا الفصل بملاحظة عن العشق الإلهي الذي يكاد لا يوجد إلا نادرا وعند بعض الزجالين المتصوفين.

 

الباب الثالث : الأعلام

قصدنا منه إلى التعريف بتطور القصيدة الزجلية من خلال التعريف بأعلامها، وجعلناه ثلاثة فصول تمثل ثلاث مراحل :

 

الفصل الأول : مرحلة النشأة

وجعلناه جزءين :

1 – أسماء ونصوص قديمة.

استعرضنا فيه بعض الأسماء والنصوص التي أمكننا العثور عليها منذ عهد الموحدين في أوائل القرن السادس حتى عهد المرينيين قبيل منتصف القرن التاسع الهجري.

2 – الأصول الأولى للقصيدة الزجلية.

حاولنا فيه – استنادا إلى ما اهتدينا له من أسماء ونصوص – أن نرى إن كانت القصيدة الزجلية المغربية امتدادا للزجل الأندلسي أم محاكاة مباشرة لفن التوشيح كما عرفه المغاربة أم تأثرا بشعر أهل الأمصار العرب الوافدين إلى المغرب أم استمرارا لعروض البلد الذي استحدثه أهل المدن بالمغرب أم تطورا للأغاني والمرددات الشعبية المحلية ؟ وانتهينا إلى أن هذه الأغاني والمرددات هي الأصل الأول للقصيدة وأنها قد تكون حاكت عروض البلد وتأثرت بأشعار العرب الوافدين وخاصة منهم الهلاليين وحلفائهم، ثم بالزجل الأندلسي فيما بعد حين انتقلت من البيئات الشعبية الصرف إلى بيئات راقية.

 

الفصل الثاني : مرحلة التطور.

بدأت قبيل منتصف القرن التاسع على يد عبد الله بن احساين وامتدت زهاء ثلاثة قرون حيث وقفنا بها عند المصمودي في أوائل القرن الحادي عشر. وهي مرحلة كانت القصيدة الزجلية تكتسب خلالها كثيرا من الجديد وتحاول إحراز كيانها الذي ستستقر عليه سواء من حيث الشكل أو المضمون.

 

ولاحظنا في ختام الفصل أن هذه المرحلة توقفت، وأن توقفها دام زهاء قرن ونصف، وملنا في تعليل ذلك إلى إهمال الحفاظ لرواية أزجال المغاربة وإقبالهم على أزجال الشعراء الجزائريين الذين وفدوا إلى المغرب في هذه الفترة، وكانت لهم مكانة في الدولة. وخاصة منهم سعيد التلمساني. كما لاحظنا ظاهرة انتشار الزجل في بيئة المتصوفين المغاربة.

الفصل الثالث : مرحلة الازدهار.

بدأت على عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، وتجدد ازدهارها في الربع الأخير من القرن الثالث عشر على عهد سيدي محمد بن عبد الرحمن الذي كان بدوره من الزجالين. وكان آخر بريق لنهضة الزجل في هذه المرحلة في أوائل القرن الحالي أيام السلطان المولى عبد الحفيظ الذي كان من كبار علماء عصره وزجاليه.

 

وتعتبر هذه الفترة من أخصب فترات الزجل لكثرة ما نبغ فيها من الشعراء، وقد حاولنا أن نستعرض أعلامهم الذين أتيح لنا أن نهتدي إلى بعض أخبارهم وأشعارهم، فبدأنا بالجيلالي امتيرد، وختمنا بالحاج محمد العوفير. وذيلنا الفصل باستعراض لأسماء كثير من الزجالين المعاصرين مرتبة حسب مدنهم، ولاحظنا أن الزجل عند هؤلاء تجمد في صور ونماذج تقليدية بعيدا عن أية محاولة للتعبير عن الإحساس الذاتي والتكيف مع روح العصر بله التطوير والتجديد.

 

ملحق :

وقد ارتأينا أن نذيل الرسالة بدليل ضمناه جميع الفهارس التي سبق أن أشرنا إليها(1).

 

وبعد فلسنا نزعم أننا قلنا جميع ما يمكن قوله في الموضوع ولا أننا أتينا بالقول الفصل فيه. وحسبنا أننا فتحنا بابا جديدا للبحث الأدبي في المغرب، وأننا بذلنا في سبيل ذلك جهدا يشهد الله أنه كان مخلصا ومتواصلا. وأملنا أن يجد الدارسون من زملائنا الشباب في هذه الرسالة ما يغريهم بمواصلة البحث من أجل إحياء التراث بجميع أنواعه، وأن يجد فيها المسؤولون عن جامعة محمد الخامس ما يقنعهم بضرورة إدراج أدب المغرب الشعبي في مقررات كلية الآداب إلى جانب أدبه المعرب الذي نتحمل عبء تدريسه بها.

 

وواجب علينا أن نزجي الشكر جزيلا إلى أستاذنا الجليل الدكتور عبد العزيز الأهواني الذي كان لإشرافه ما أنار لنا السبيل وشجعنا على المضي والاستمرار، وإلى سيدنا الوالد حفظه الله لما قدم لنا من نصائح وتوجيهات وفوائد وما بذل من جهد – باتصالاته العديدة وخلال مختلف أسفاره – في البحث لنا عن مزيد من النصوص، وإلى زوجتنا الحبيبة التي ساعدتنا في التسجيل والتدوين وتحملت في صدق وصبر وتقدير ما كانت تفرضه ظروف إنجاز الرسالة من استغراق  كلي في البحث وانشغال عما سواه، وإلى كل من أمدنا بنص أو أشار علينــا بفائدة أو دلنا على مصدر، إلى الأساتذة الأجلاء السادة : إدريس بن الماحي وعبد السلام بن سودة ومحمد الهسكوري ومحمد المنوني وعبد الله كنون وعبد الوهاب بن منصور وسعيد اعراب وعبد الله الرجراجي وإبراهيم الكتاني والمهدي الدليرو ومحمد السفياني والصمدي المزوار وحسن الرجراجي وجعفر الكتاني وعبد القادر زمامة ومحمد الشليح والأخ عبد الواحد الجراري والدكتور عبد السلام الهراس، وإلى أشياخ الزجل الأفاضل السادة الحاج محمد بن عمر الملحوني وبنعيسى الدراز ومولاي أحمد بن عبد السلام العلوي وأحمد سهوم والحاج محمد العوفير وعبد القادر الجراري ومحمد بن الهاشمي وإدريس المروني وهاشم السفياني ومحمد حسن التطواني.

 

والله نسأل أن يوفقنا للخير ويهدينا للصواب.

 

القاهرة 28 ذي القعدة 1388 – 15 فبراير 1969.

 

                                              عباس بن عبد الله الجراري  

ــــــــ

1)      في مجلة " دعوة الحق " وفي ثلاث حلقات ابتداء من عدد نوفمبر 1962 (السنة السادسة ).

2)       من المقال الافتتاحي لمجلة ( الفنون الشعبية ) بعنوان " المأثورات الشعبية " العدد الأول السنة الأولى 1965.

3)       الأسف شديد أننا لن نتمكن من إثبات الشكل في هذه الطبعة لأن الحروف المستعملة في الطباعة بالمغرب لا تتيح ذلك.

4)      المعجب في تلخيص أخبار المغرب ص 92 مطبعة الاستقامة – القاهرة سنة 1949.

5)       نأمل نشره على حدة إن شاء الله